فُسحة أَمَل / د.زين العابدين سيدي
هَبَطَ الارضَ كالشُّعاعِ السَّنِيِّ ** بِعَصا ساحرٍ و قلبِ نَبِيِّ
مِن رحم المعاناة ، و أوجاع المرضى ، و أنَّات الحَزانى و المكلومين، و تضوُّرات الجائعين و المرملين ، و صيحات المقهورين و المظلومين ، يخرج المصلحون و أصحاب الهمم العالية ، على حين غفلة من الزّمن ، و استيحاشٍ و يأس من النّاس أن لا عزوة من أحد ، و لا فزعة ، بعد أن بُحَّت الحناجر المستغيثة ، و ارتدّت الأبصار كليلة حسيرة ، هكذا هي مشيئة الأقدار فقد عودتْنا أنه كلما اشتدَّ الخناق انقطع الوثاق ، و أنَّ الصبر حيلة من لا حيلة له ، و أنَّ الأزمات كلّما اشتدَّت انفرجت ، و قبل هذا و ذاك” إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا” و لن يغلب عسر يسريين .
فهل تكون يا سيادة الرئيس الشيخ محمد ولد الغزواني ذلك المصلح الجسور ، و الفارس الحلم ، و صاحب الضمير الحي
” المعتصم” ؟ هل أنت الفزعة و الصّولة والضّربة البكر ؟ هل أنت الطبيب و الآسي النِّطاسي الكيِّس ؟ هل أنت البلسم بعد الزُّعاف العلقم ، و الحلاوة بعد المرارة ؟:
كُن بَلْسما إنْ صارَ دهرُك أَرْقما ** و حلاوةً إن صار غيرُك علقما
ما نعلمه يقينا أن اللحظة الزمنية على بلادنا المحروسة لحظة استثنائية بكل المقاييس و استثناؤها يجرُّ ذيله سلبا على كل الصُّعد ، و أن ليلها سرمد طويل ، و سواده مدلهم كحيل ، و إنَّا لنتشوَّف لفجره المشرق و نسيمه العليل . إنَّ كل أهل الفراسة و المتبصِّرين و المتوسِّمين الحاذقين ، و ضاربي الودع و الخطاطين على الترب و قارئي الأنجم و المطالع، يقولون إنَّ نجم السَّعد و اليُمن طلع ، و أن الطير كلما زُجر أَيْمنَ ، و أنَّ الدجاجلة و قطَّاع الطرق و الظَّلمة لفظتهم البلاد ، و خلَّص الله منهم العباد ، و أن وجها مشرقا تعلوه مهابة الحق ، و تزينه بسمة عطف حانية ، و مسحة حزن بادية ، لاح كما يلوح بدر التم ، و أنَّ منطقا يزول معه الهم و الغم ، يجلجل هذه الأيام ، و أن موعده منجَز و إيعادَه مُخْلَف ، فهل يحق لنا أن نقول :
دَخَلْتَ على تاريخِنا ذاتَ ليلةٍ ** فرائحةُ التاريخ مسكٌ و عنبر
نتمنى أن لا يطول انتظارنا حتى نخرج إلى الصُّعدات و أعيننا إلى السماء و ألسننا تُسبِّح بحمد الله على نعمة المُخَلِّص .
تذكر أنك المنتظَر من زمن بعيد ، و أنَّ حكمة الله أن كل قضاء بقدر ، و أنه ما يُنزَل مُنزَل إلا بوقت معلوم ، و تدبير حكيم عليم ، و أنَّ عطاء الله يأتي في وقته المناسب ، فأنت العلامة الفارقة في هذه اللحظة الحاسمة ، لا يخيفنا كوفيد19 مع إيماننا بالله ، و أنَّ هناك رجلا يحمل هذا الوصف بكل جدارة و اقتدار ، يخاف الله قبل العباد ، و يروم رضاه قبل رضاهم ، لا نخاف الجوع و العطش و نحن على يقين أن ولي أمر يقول لسانُ حاله كما قال عمر بن عبد العزيز ” أُنثروا القمح فوق رؤوس الجبال كي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين” ، لا نيأس إذا أخلفَنا المطر و ألسنتنا تصدح بقول جرير :
إنَّا لَنرجو إذا ما الغيثُ أَخْلَفَنا ** من الخليفة ما نرجو من المطر
و لم يبق لي إلا أن أقول تذكرْ سيدي الرئيس أنَّك إشراقة أمل تلوح في أفق شعب بائس يستحق أن يحلم :
أُعَلِّلُ النَّفْسَ بالآمالِ أَرْقُبُها ** ما أَضْيَق العيشَ لولا فُسحةُ الأمل
فهل تصلك هذه الصرخة ؟ أتمنى ذلك ، كما أتمنىّ لك التوفيق في مهمتك الصعبة .
لنا الله